حدیث روز
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اَللهمَّ کُن لولیَّک الحُجةِ بنِ الحَسَنِ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وَ عَلی ابائهِ فی هذهِ السّاعةِ، وَ فی کُلّ ساعَة وَلیّا وَ حافظاً وقائِداً وَ ناصِراً وَ دَلیلاً وَ عَیناً حَتّی تُسکِنَهُ اَرضَکَ طَوعاً وَ تُمَتّعَهُ فیها طَویلاً

جمعه, ۳۰ شهریور , ۱۴۰۳ Friday, 20 September , 2024 ساعت تعداد کل نوشته ها : 2534×

رسالة الى الشيعة

بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

روى الشيخ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ في الكافي (الجزء الثامن) ، الصفحات 2 ـ
14 من كِتَاب الرَّوْضَةِ
[1]، قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنْ حَفْصٍ الْمُو
ٔذِّنِ، عَنْ أَبِي
عَبْدِ اللَّهِ
عليه‏السلام.

وَعَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ
[2]، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
جَابِرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ
عليه‏السلام: أَنَّهُ كَتَبَ بِهَذِهِ الرِّسَالَةِ
إِلَى أَصْحَابِهِ، وَأَمَرَهُمْ بِمُدَارَسَتِهَا وَالنَّظَرِ فِيهَا
وَتَعَاهُدِهَا وَالْعَمَلِ بِهَا، فَكَانُوا يَضَعُونَهَا فِي مَسَاجِدِ
بُيُوتِهِمْ، فَإِذَا فَرَغُوا مِنَ الصَّلاةِ
نَظَرُوا فِيهَا.

قَالَ:
وَحَدَّثَنِي
[3] الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ مَالِك الْكُوفِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّبِيعِ الصَّحَّافِ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ
مَخْلَدٍ السَّرَّاجِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ
عليه‏السلام قَالَ: خَرَجَتْ
هَذِهِ الرِّسَالَةُ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ
عليه‏السلام إِلَى
أَصْحَابِهِ:

 

نص الرسالة

 

[  1  ] ـ [واجبات وآداب] أَمَّا بَعْدُ، فَاسْأَلُوا[4] رَبَّكُمُ الْعَافِيَةَ، وَعَلَيْكُمْ بِالدَّعَةِ[5] وَالْوَقَارِ وَالسَّكِينَةِ، وَعَلَيْكُمْ بِالْحَيَاءِ
وَالتَّنَزُّهِ
عَمَّا تَنَزَّهَ عَنْهُ الصَّالِحُونَ قَبْلَكُمْ.

[  2  ] ـ [الوصية بالتقيّة ]وَعَلَيْكُمْ بِمُجَامَلَةِ أَهْلِ الْبَاطِلِ، تَحَمَّلُوا
الضَّيْمَ مِنْهُمْ، وَإِيَّاكُمْ وَمُمَاظَّتَهُمْ
[6]، دِينُوا فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ ـ
إِذَا أَنْتُمْ جَالَسْتُمُوهُمْ وَخَالَطْتُمُوهُمْ وَنَازَعْتُمُوهُمُ
الْكَلامَ، فَإِنَّهُ لا بُدَّ لَكُمْ مِنْ مُجَالَسَتِهِمْ وَمُخَالَطَتِهِمْ
وَمُنَازَعَتِهِمُ الْكَلامَ ـ بِالتَّقِيَّةِ
الَّتِي أَمَرَكُمُ اللَّهُ أَنْ تَأْخُذُوا بِهَا فِيمَا بَيْنَكُمْ
وَبَيْنَهُمْ، فَإِذَا ابْتُلِيتُمْ بِذَلِك مِنْهُمْ فَإِنَّهُمْ سَيُو
ٔذُونَكُمْ، وَتَعْرِفُونَ
فِي وُجُوهِهِمُ الْمُنْكَرَ، وَلَوَلا
أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَدْفَعُهُمْ عَنْكُمْ لَسَطَوْا بِكُمْ
[7] وَمَا فِي صُدُورِهِمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ
أَكْثَرُ مِمَّا يُبْدُونَ لَكُمْ، مَجَالِسُكُمْ وَمَجَالِسُهُمْ
وَاحِدَةٌ وَأَرْوَاحُكُمْ وَأَرْوَاحُهُمْ مُخْتَلِفَةٌ لا تَأْتَلِفُ، لا
تُحِبُّونَهُمْ أَبَداً وَلا يُحِبُّونَكُمْ، غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى
أَكْرَمَكُمْ بِالْحَقِّ وَبَصَّرَكُمُوهُ، وَلَمْ
يَجْعَلْهُمْ مِنْ أَهْلِهِ، فَتُجَامِلُونَهُمْ وَتَصْبِرُونَ
[8] عَلَيْهِمْ، وَهُمْ لا مُجَامَلَةَ لَهُمْ وَلا صَبْرَ
لَهُمْ عَلَى شَيْءٍ
[9] مِنْ أُمُورِكُمْ[10]، تَدْفَعُونَ


أَنْتُمُ السَّيِّئَةَ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ،
تَلْتَمِسُونَ بِذَلِك وَجْهَ رَبِّكُمْ بِطَاعَتِهِ، وَهُمْ لا خَيْرَ عِنْدَهُمْ
لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ
تُظْهِرُوهُمْ عَلَى أُصُولِ دِينِ اللَّهِ، فَإِنَّهُمْ
[11] إِنْ سَمِعُوا مِنْكُمْ فِيهِ شَيْئاً عَادَوْكُمْ
عَلَيْهِ وَرَفَعُوهُ عَلَيْكُمْ، وَجَهَدُوا عَلَى هَلاكِكُمْ
[12]،
وَاسْتَقْبَلُوكُمْ بِمَا تَكْرَهُونَ، وَلَمْ يَكُنْ لَكُمُ النَّصَفَةُ
[13] مِنْهُمْ فِي دُوَلِ الْفُجَّارِ.

[  3  ] ـ [إعرفوا منزلتكم] فَاعْرِفُوا مَنْزِلَتَكُمْ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ
أَهْلِ الْبَاطِلِ فَإِنَّهُ
[لا[14]] يَنْبَغِي لاهْلِ الْحَقِّ أَنْ يُنْزِلُوا أَنْفُسَهُمْ
مَنْزِلَةَ
أَهْلِ الْبَاطِلِ، لانَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ أَهْلَ الْحَقِّ عِنْدَهُ
بِمَنْزِلَةِ أَهْلِ الْبَاطِلِ. أَ لَمْ يَعْرِفُوا وَجْهَ قَوْلِ اللَّهِ
[15] فِي كِتَابِهِ إِذْ يَقُولُ: « أَمْ نَجْعَلُ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الارْضِ أَمْ
نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجّارِ
»[16]أَكْرِمُوا أَنْفُسَكُمْ عَنْ أَهْلِ الْبَاطِلِ [وَلا[17]]
تَجْعَلُوا اللَّهَ [تَبَارَك وَ[18]] تَعَالَى ـ وَلَهُ الْمَثَلُ الاعْلَى ـ وَإِمَامَكُمْ
وَدِينَكُمُ الَّذِي تَدِينُونَ بِهِ عُرْضَةً لاهْلِ الْبَاطِلِ
[19] فَتُغْضِبُوا اللَّهَ
عَلَيْكُمْ فَتَهْلِكُوا.

[  4  ] ـ [لا تتركوا أمر الله] فَمَهْلا مَهْلا، يَا أَهْلَ الصَّلاحِ
لا تَتْرُكُوا أَمْرَ اللَّهِ وَأَمْرَ مَنْ أَمَرَكُمْ بِطَاعَتِهِ فَيُغَيِّرَ
اللَّهُ مَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ، أَحِبُّوا
فِي اللَّهِ مَنْ وَصَفَ صِفَتَكُمْ، وَأَبْغِضُوا فِي اللَّهِ مَنْ خَالَفَكُمْ،
وَابْذُلُوا مَوَدَّتَكُمْ وَنَصِيحَتَكُمْ
[لِمَنْ وَصَفَ
صِفَتَكُمْ
] وَلا تَبْتَذِلُوهَا[20]
لِمَنْ رَغِبَ عَنْ صِفَتِكُمْ وَعَادَاكُمْ عَلَيْهَا، وَبَغَى
[لَ]كُمُ
الْغَوَائِلَ.

[  5  ] ـ [أدب الله] هَذَا أَدَبُنَا أَدَبُ اللَّهِ، فَخُذُوا بِهِ
وَتَفَهَّمُوهُ وَاعْقِلُوهُ وَلا تَنْبِذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ، مَا وَافَقَ
هُدَاكُمْ أَخَذْتُمْ بِهِ، وَمَا
وَافَقَ هَوَاكُمْ طَرَحْتُمُوهُ وَلَمْ تَأْخُذُوا بِهِ .

[إياكم وَالتجبر] وَإِيَّاكُمْ وَالتَّجَبُّرَ عَلَى اللَّهِ، وَاعْلَمُوا
أَنَّ عَبْداً لَمْ يُبْتَلَ بِالتَّجَبُّرِ عَلَى اللَّهِ إِلا تَجَبَّرَ عَلَى
دِينِ اللَّهِ، فَاسْتَقِيمُوا لِلَّهِ وَلا
تَرْتَدُّوا عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ، أَجَارَنَا اللَّهُ
وَإِيَّاكُمْ مِنَ التَّجَبُّرِ عَلَى اللَّهِ، وَلا قُوَّةَ لَنَا وَلَكُمْ إِلا
بِاللَّهِ.

[  6  ] ـ [وقاء الإسلام] وَقَالَ[ عليه‏السلام[21]] إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا كَانَ خَلَقَهُ اللَّهُ فِي الاصْلِ
ـ أَصْلِ
[الْخَلْقِ[22]] ـ مُؤمِناً لَمْ يَمُتْ حَتَّى يُكَرِّهَ
اللَّهُ إِلَيْهِ الشَّرَّ وَيُبَاعِدَهُ عَنْهُ، وَمَنْ كَرَّهَ اللَّهُ إِلَيْهِ
الشَّرَّ وَبَاعَدَهُ عَنْهُ
[23] عَافَاهُ اللَّهُ مِنَ الْكِبْرِ  أَنْ يَدْخُلَهُ وَالْجَبْرِيَّةِ، فَلانَتْ
عَرِيكَتُهُ
[24] وَحَسُنَ خُلُقُهُ وَطَلُقَ وَجْهُهُ، وَصَارَ عَلَيْهِ
وَقَارُ الاسْلامِ وَسَكِينَتُهُ وَتَخَشُّعُهُ، وَوَرِعَ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ
وَاجْتَنَبَ
مَسَاخِطَهُ، وَرَزَقَهُ اللَّهُ مَوَدَّةَ النَّاسِ وَمُجَامَلَتَهُمْ، وَتَرْك
مُقَاطَعَةِ النَّاسِ وَالْخُصُومَاتِ وَلَمْ يَكُنْ مِنْهَا وَلا مِنْ أَهْلِهَا
فِي شَيْءٍ.

[  7  ] ـ [الإبتلاء بالكبر] وَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا كَانَ اللَّهُ
خَلَقَهُ فِي الاصْلِ ـ أَصْلِ الْخَلْقِ ـ كَافِراً لَمْ يَمُتْ حَتَّى يُحَبِّبَ
إِلَيْهِ الشَّرَّ وَيُقَرِّبَهُ مِنْهُ،
فَإِذَا حَبَّبَ إِلَيْهِ الشَّرَّ وَقَرَّبَهُ مِنْهُ ابْتُلِيَ بِالْكِبْرِ
وَالْجَبْرِيَّةِ، فَقَسَا قَلْبُهُ، وَسَاءَ خُلُقُهُ وَغَلُظَ وَجْهُهُ،
وَظَهَرَ فُحْشُهُ، وَقَلَّ حَيَاو
ٔهُ، وَكَشَفَ اللَّهُ
[سِتْرَهُ[25]]، وَرَكِبَ الْمَحَارِمَ فَلَمْ يَنْزِعْ عَنْهَا،
وَرَكِبَ مَعَاصِيَ اللَّهِ، وَأَبْغَضَ طَاعَتَهُ وَأَهْلَهَا، فَبُعْدٌ مَا
بَيْنَ حَالِ الْمُو
ٔمِنِ وَحَالِ الْكَافِرِ.
سَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ وَاطْلُبُوهَا إِلَيْهِ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا
بِاللَّهِ.

[  8  ] ـ [صبّروا النفس] صَبِّرُوا النَّفْسَ عَلَى الْبَلاءِ فِي الدُّنْيَا،
فَإِنَّ تَتَابُعَ الْبَلاءِ فِيهَا وَالشِّدَّةَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ
وَوَلايَتِهِ وَوَلايَةِ مَنْ أَمَرَ

بِوَلايَتِهِ خَيْرٌ عَاقِبَةً عِنْدَ اللَّهِ فِي الآْخِرَةِ مِنْ مُلْك
الدُّنْيَا وَإِنْ طَالَ تَتَابُعُ نَعِيمِهَا وَزَهْرَتِهَا وَغَضَارَةُ
عَيْشِهَا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَوَلايَةِ مَنْ
نَهَى اللَّهُ عَنْ وَلايَتِهِ وَطَاعَتِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ
[26] بِوَلايَةِ الائِمَّةِ الَّذِينَ سَمَّاهُمُ كِتَابِهِ فِي
[اللَّهُ]فِي قَوْلِهِ:« وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ
بِأَمْرِنا
»[27] وَهُمُ الَّذِينَ أَمَرَ اللَّهُ بِوَلايَتِهِمْ
وَطَاعَتِهِمْ، وَالَّذِينَ نَهَى اللَّهُ عَنْ وَلايَتِهِمْ وَطَاعَتِهِمْ،
وَهُمْ أَئِمَّةُ الضَّلالَةِ الَّذِينَ قَضَى اللَّهُ أَنْ
يَكُونَ لَهُمْ دُوَلٌ فِي الدُّنْيَا عَلَى أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الائِمَّةِ مِنْ
آلِ مُحَمَّدٍ
[28]، يَعْمَلُونَ فِي دُولَتِهِمْ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ
وَمَعْصِيَةِ رَسُولِهِ
[29]؛ لِيَحِقَّ
عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ وَلِيَتِمَّ
[30] أَمْرُ اللَّهِ[31] فِيهِمُ الَّذِي ـ أَصْلِ خَلَقَهُمْ لَهُ فِي الاصْلِ
الْكُفْرِ
[ الْخَلْقِ ـ مِنَ الَّذِي سَبَقَ فِي عِلْمِ اللَّهِ أَنْ
يَخْلُقَهُمْ لَهُ
[32]، وَفِي الاصْلِ كِتَابِهِ] مِنَ الَّذِينَ
سَمَّاهُمُ اللَّهُ فِي فِي قَوْلِهِ:
« وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النّارِ»[33] فَتَدَبَّرُوا هَذَا،
وَاعْقِلُوهُ وَلا هَذَا وَتَجْهَلُوهُ، مِمَّا
[فَإِنَّهُ[34]] مَنْ [يَجْهَلْ[35]] هَذَا وَأَشْبَاهَهُ افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي
كِتَابِهِ مِمَّا أَمَرَ
[اللَّهُ[36]] بِهِ وَنَهَى عَنْهُ
تَرَك دِينَ اللَّهِ وَرَكِبَ مَعَاصِيَهُ فَاسْتَوْجَبَ سَخَطَ اللَّهِ
فَأَكَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ.

[  9  ] ـ [الهوى وَالرأى وَالمقاييس] وَقَالَ:
أَيَتُهَاَ الْعِصَابَةُ الْمَرْحُومَةُ الْمُفْلِحَةُ إِنَّ اللَّهَ
[37] أَتَمَّ لَكُمْ مَا آتَاكُمْ مِنَ الْخَيْرِ. وَاعْلَمُوا
أَنَّهُ
لَيْسَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ وَلا مِنْ أَمْرِهِ أَنْ يَأْخُذَ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ
اللَّهِ فِي دِينِهِ بِهَوًى وَلا رَأْيٍ وَلا مَقَايِيسَ، قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ
الْقُرْآنَ وَجَعَلَ فِيهِ
تِبْيَانَ كُلِّ شَيْءٍ وَجَعَلَ لِلْقُرْآنِ وَلِتَعَلُّمِ الْقُرْآنِ أَهْلا، لا
يَسَعُ أَهْلَ عِلْمِ الْقُرْآنِ الَّذِينَ آتَاهُمُ اللَّهُ عِلْمَهُ أَنْ
يَأْخُذُوا فِيهِ بِهَوًى وَلا رَأْيٍ
وَلا مَقَايِيسَ، أَغْنَاهُمُ اللَّهُ عَنْ ذَلِك بِمَا آتَاهُمْ مِنْ عِلْمِهِ
وَخَصَّهُمْ بِهِ وَوَضَعَهُ عِنْدَهُمْ كَرَامَةً
[38] مِنَ اللَّهِ أَكْرَمَهُمْ بِهَا، وَهُمْ أَهْلُ الذِّكْرِ
الَّذِينَ أَمَرَ اللَّهُ هَذِهِ الامَّةَ بِسُو
ٔالِهِمْ، وَهُمُ الَّذِينَ
مَنْ سَأَلَهُمْ ـ وَقَدْ سَبَقَ فِي عِلْمِ اللَّهِ أَنْ يُصَدِّقَهُمْ وَيَتَّبِعَ
أَثَرَهُمْ ـ أَرْشَدُوهُ وَأَعْطَوْهُ مِنْ
عِلْمِ الْقُرْآنِ مَا يَهْتَدِي بِهِ إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَإِلَى جَمِيعِ
سُبُلِ الْحَقِّ، وَهُمُ الَّذِينَ لا يَرْغَبُ عَنْهُمْ وَعَنْ مَسْأَلَتِهِمْ
وَعَنْ عِلْمِهِمُ الَّذِي
أَكْرَمَهُمُ اللَّهُ بِهِ وَجَعَلَهُ عِنْدَهُمْ إِلا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ فِي
عِلْمِ اللَّهِ الشَّقَاءُ فِي أَصْلِ الْخَلْقِ تَحْتَ الاظِلَّةِ
[39]، فَأُولَئِك الَّذِينَ يَرْغَبُونَ
عَنْ سُو
ٔالِ أَهْلِ الذِّكْرِ وَالَّذِينَ آتَاهُمُ اللَّهُ[40] عِلْمَ الْقُرْآنِ وَوَضَعَهُ عِنْدَهُمْ وَأَمَرَ بِسُؤالِهِمْ، وَأُولَئِك[41] الَّذِينَ يَأْخُذُونَ بِأَهْوَائِهِمْ
وَآرَائِهِمْ وَمَقَايِيسِهِمْ حَتَّى دَخَلَهُمُ الشَّيْطَانُ لانَّهُمْ جَعَلُوا
أَهْلَ الايمَانِ فِي عِلْمِ الْقُرْآنِ عِنْدَ اللَّهِ كَافِرِينَ، وَجَعَلُوا
أَهْلَ الضَّلالَةِ فِي
عِلْمِ الْقُرْآنِ عِنْدَ اللَّهِ مُو
ٔمِنِينَ، وَحَتَّى جَعَلُوا مَا أَحَلَّ اللَّهُ
فِي كَثِيرٍ مِنَ الامْرِ حَرَاماً، وَجَعَلُوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ فِي كَثِيرٍ مِنَ
الامْرِ حَلالا،
فَذَلِك أَصْلُ ثَمَرَةِ أَهْوَائِهِمْ وَقَدْ عَهِدَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله[42] قَبْلَ مَوْتِهِ فَقَالُوا: نَحْنُ بَعْدَ مَا قَبَضَ
اللَّهُ
[عَزَّ وَجَلَّ[43]] رَسُولَهُ يَسَعُنَا أَنْ
نَأْخُذَ بِمَا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ رَأْيُ النَّاسِ بَعْدَ مَا قَبَضَ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ
[44] رَسُولَهُ صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهوَبَعْدَ عَهْدِهِ[45] الَّذِي عَهِدَهُ إِلَيْنَا وَأَمَرَنَا بِهِ مُخَالِفاً[46]


لِلَّهِ
[47] وَلِرَسُولِهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَمَا أَحَدٌ
أَجْرَأَ عَلَى اللَّهِ وَلا أَبْيَنَ ضَلالَةً مِمَّنْ أَخَذَ بِذَلِك وَزَعَمَ
أَنَّ ذَلِك يَسَعُهُ، وَاللَّهِ إِنَّ لِلَّهِ عَلَى خَلْقِهِ أَنْ
يُطِيعُوهُ وَيَتَّبِعُوا أَمْرَهُ فِي حَيَاةِ مُحَمَّدٍ
صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهوَبَعْدَ مَوْتِهِ، هَلْ يَسْتَطِيعُ أُولَئِك أَعْدَاءُ اللَّهِ أَنْ
يَزْعُمُوا أَنَّ أَحَداً مِمَّنْ أَسْلَمَ مَعَ مُحَمَّدٍ
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله
أَخَذَ بِقَوْلِهِ وَرَأْيِهِ وَمَقَايِيسِهِ؟ فَإِنْ قَالَ: نَعَمْ، فَقَدْ
كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَضَلَّ ضَلالا بَعِيداً. وَإِنْ قَالَ: لا، لَمْ يَكُنْ
لاحَدٍ أَنْ يَأْخُذَ بِرَأْيِهِ
وَهَوَاهُ وَمَقَايِيسِهِ، فَقَدْ أَقَرَّ بِالْحُجَّةِ عَلَى نَفْسِهِ
وَهُوَمِمَّنْ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ يُطَاعُ وَيُتَّبَعُ أَمْرُهُ بَعْدَ قَبْضِ
رَسُولِ اللَّهِ
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ ـ
وَقَوْلُهُ الْحَقُّ ـ :
«وَما مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ
الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوَقُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ
يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ
فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ
»[48] وَذَلِك لِتَعْلَمُوا[49] أَنَّ اللَّهَ[50] يُطَاعُ وَيُتَّبَعُ أَمْرُهُ فِي حَيَاةِ مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهوَبَعْدَ
قَبْضِ اللَّهِ مُحَمَّداً
صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهوَكَمَا لَمْ يَكُنْ لاحَدٍ مِنَ النَّاسِ مَعَ
مُحَمَّدٍأَنْ يَأْخُذَ بِهَوَاهُ وَلا رَأْيِهِ وَلا مَقَايِيسِهِ خِلافاً لامْرِ
مُحَمَّدٍ
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله،
فَكَذَلِك لَمْ يَكُنْ لاحَدٍ مِنَ النَّاسِ
[51] بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهأَنْ يَأْخُذَ
بِهَوَاهُ وَلا رَأْيِهِ وَلا مَقَايِيسِهِ.

[  10  ] ـ [إفتتاح الصلاة] وَقَالَ: دَعُوا رَفْعَ أَيْدِيكُمْ فِي الصَّلاةِ[52] إِلا مَرَّةً وَاحِدَةً حِينَ تُفْتَتَحُ[53] الصَّلاةُ فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ شَهَرُوكُمْ
بِذَلِك، وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ.

[  11  ] ـ [الدعاء] وَقَالَ: أَكْثِرُوا مِنْ أَنْ تَدْعُوا اللَّهَ، فَإِنَّ
اللَّهَ يُحِبُّ مِنْ عِبَادِهِ الْمُو
ٔمِنِينَ أَنْ يَدْعُوهُ
وَقَدْ وَعَدَ
[اللَّهُ[54]] عِبَادَهُ
الْمُو
ٔمِنِينَ بِالاسْتِجَابَةِ وَاللَّهُ مُصَيِّرٌ دُعَاءَ
الْمُو
ٔمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُمْ عَمَلا يَزِيدُهُمْ بِهِ
فِي الْجَنَّةِ، فَأَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ فِي كُلِّ
سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فَإِنَّ اللَّهَ
[55] أَمَرَ بِكَثْرَةِ الذِّكْرِ لَهُ وَاللَّهُ ذَاكِرٌ
لِمَنْ ذَكَرَهُ مِنَ الْمُو
ٔمِنِينَ.

[  12  ] ـ [ذكر الله] وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَذْكُرْهُ أَحَدٌ مِنْ
عِبَادِهِ الْمُو
ٔمِنِينَ إِلا ذَكَرَهُ بِخَيْرٍ فَأَعْطُوا اللَّهَ مِنْ أَنْفُسِكُمُ
الاجْتِهَادَ فِي طَاعَتِهِ
فَإِنَّ اللَّهَ لا يُدْرَك شَيْءٌ مِنَ الْخَيْرِ عِنْدَهُ إِلا بِطَاعَتِهِ
وَاجْتِنَابِ مَحَارِمِهِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ
[56] فِي ظَاهِرِ الْقُرْآنِ وَبَاطِنِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ [تَبَارَك
وَ
[57]] تَعَالَى قَالَ فِي كِتَابِهِ ـ وَقَوْلُهُ الْحَقُّ ـ :«وَذَرُوا ظاهِرَ
الإثْمِ وَباطِنَهُ
»[58].

[  13  ] ـ [إياكم و السبّ] وَاعْلَمُوا أَنَّ مَا أَمَرَ اللَّهُ [بِهِ[59]] أَنْ تَجْتَنِبُوهُ فَقَدْ حَرَّمَهُ[60] وَاتَّبِعُوا آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهوَسُنَّتَهُ، فَخُذُوا
بِهَا وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَكُمْ وَآرَاءَكُمْ فَتَضِلُّوا؛ فَإِنَّ أَضَلَّ
النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ وَرَأْيَهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ
اللَّهِ، وَأَحْسِنُوا إِلَى أَنْفُسِكُمْ
مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لانْفُسِكُمْ وَإِنْ
أَسَأْتُمْ فَلَها، وَجَامِلُوا النَّاسَ وَلا تَحْمِلُوهُمْ عَلَى رِقَابِكُمْ،
تَجْمَعُوا
[61] مَعَ ذَلِك


طَاعَةَ رَبِّكُمْ.

وَإِيَّاكُمْ
وَسَبَّ أَعْدَاءِ اللَّهِ حَيْثُ يَسْمَعُونَكُمْ
«فَيَسُبُّوا
اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ
»[62] وَقَدْ يَنْبَغِي لَكُمْ أَنْ تَعْلَمُوا حَدَّ سَبِّهِمْ
لِلَّهِ كَيْفَ هُوَ؟ إِنَّهُ
مَنْ سَبَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ فَقَدِ انْتَهَك سَب اللَّهِ، وَمَنْ أَظْلَمُ
عِنْدَ اللَّهِ مِمَّنِ اسْتَسَبَّ لِلَّهِ وَلاوْلِيَاءِ اللَّهِ
[63] فَمَهْلا مَهْلا، فَاتَّبِعُوا أَمْرَ اللَّهِ وَلا
حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ.

[  14  ] ـ [إتباع السنن] وَقَالَ: أَيَّتُهَا الْعِصَابَةُ الْحَافِظُ اللَّهُ
لَهُمْ أَمْرَهُمْ، عَلَيْكُمْ بِآثَارِ رَسُولِ اللَّهِ
صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهوَسُنَّتِهِ وَآثَارِ الائِمَّةِ الْهُدَاةِ مِنْ
أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ
صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهمِنْ بَعْدِهِ وَسُنَّتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ أَخَذَ
بِذَلِك فَقَدِ اهْتَدَى، وَمَنْ تَرَك ذَلِك وَرَغِبَ عَنْهُ ضَلَّ، لانَّهُمْ
هُمُ الَّذِينَ أَمَرَ
اللَّهُ بِطَاعَتِهِمْ وَوَلايَتِهِمْ، وَقَدْ قَالَ أَبُونَا رَسُولُ اللَّهِ
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الْمُدَاوَمَةُ عَلَى الْعَمَلِ فِي اتِّبَاعِ الآْثَارِ وَالسُّنَنِ ـ
وَإِنْ قَلَّ ـ أَرْضَى لِلَّهِ وَأَنْفَعُ
عِنْدَهُ فِي الْعَاقِبَةِ مِنَ الاجْتِهَادِ فِي الْبِدَعِ وَاتِّبَاعِ
الاهْوَاءِ، أَلا إِنَّ اتِّبَاعَ الاهْوَاءِ وَاتِّبَاعَ الْبِدَعِ بِغَيْرِ
هُدًى مِنَ اللَّهِ ضَلالٌ وَكُلُّ
ضَلالَةٍ
[64] بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ فِي النَّارِ، وَلَنْ يُنَالَ
شَيْءٌ مِنَ الْخَيْرِ عِنْدَ اللَّهِ إِلا بِطَاعَتِهِ وَالصَّبْرِ وَالرِّضَا،
لانَّ الصَّبْرَ وَالرِّضَا مِنْ طَاعَةِ
اللَّهِ.

[  15  ] ـ [الرضا] وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَنْ يُؤمِنَ عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِهِ
حَتَّى يَرْضَى عَنِ اللَّهِ فِيمَا صَنَعَ اللَّهُ إِلَيْهِ وَصَنَعَ بِهِ، عَلَى
مَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، وَلَنْ
يَصْنَعَ اللَّهُ بِمَنْ صَبَرَ وَرَضِيَ عَنِ اللَّهِ إِلا مَا هُوَ أَهْلُهُ
وَهُوَ خَيْرٌ لَهُ، مِمَّا أَحَبَّ وَكَرِهَ.

[  16  ] ـ [المحافظة على الصلوات] وَعَلَيْكُمْ
بِالْمُحَافَظَةِ عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى
«وَقُومُوا لِلّهِ
قانِتِينَ
»[65] كَمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ
الْمُو
ٔمِنِينَ فِي كِتَابِهِ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ[66].

[  17  ] ـ [حبّ المساكين] وَعَلَيْكُمْ بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ الْمُسْلِمِينَ،
فَإِنَّهُ مَنْ حَقَّرَهُمْ وَتَكَبَّرَ عَلَيْهِمْ فَقَدْ زَلَّ عَنْ دِينِ
اللَّهِ، وَاللَّهُ لَهُ حَاقِرٌ
وَ مَاقِتٌ، وَقَدْ قَالَ أَبُونَا رَسُولُ اللَّهِ
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَمَرَنِي رَبِّي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ الْمُسْلِمِينَ «مِنْهُمْ»
وَاعْلَمُوا أَنَّ
[67] مَنْ حَقَّرَ أَحَداً مِنَ الْمُسْلِمِينَ
أَلْقَى اللَّهُ عَلَيْهِ الْمَقْتَ مِنْهُ وَالْمَحْقَرَةَ حَتَّى يَمْقُتَهُ
النَّاسُ، وَاللَّهُ لَهُ أَشَدُّ مَقْتاً، فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي إِخْوَانِكُمُ
الْمُسْلِمِينَ الْمَسَاكِينِ؛ فَإِنَّ لَهُمْ
عَلَيْكُمْ حَقّاً أَنْ تُحِبُّوهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ رَسُولَهُ
[68] صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهبِحُبِّهِمْ، فَمَنْ لَمْ يُحِبَّ مَنْ أَمَرَ اللَّهُ
بِحُبِّهِ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ،
] وَمَنْ عَصَى
اللَّهَ وَرَسُولَهُ
[69]] وَمَاتَ عَلَى ذَلِك مَاتَ وَهُوَ مِنَ الْغَاوِينَ.

[  18  ] ـ [إيّاكم والعظمة ]وَإِيَّاكُمْ وَالْعَظَمَةَ وَالْكِبْرَ فَإِنَّ الْكِبْرَ
رِدَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
[70]، فَمَنْ نَازَعَ اللَّهَ رِدَاءَهُ خَصَمَهُ اللَّهُ
وَأَذَلَّهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ.

[  19  ] ـ [إيّاكم والبغي ]وَإِيَّاكُمْ أَنْ يَبْغِيَ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ،
فَإِنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ خِصَالِ الصَّالِحِينَ، فَإِنَّهُ مَنْ بَغَى صَيَّرَ
اللَّهُ بَغْيَهُ عَلَى
نَفْسِهِ، وَصَارَتْ نُصْرَةُ اللَّهِ لِمَنْ بُغِيَ عَلَيْهِ، وَمَنْ نَصَرَهُ
اللَّهُ غَلَبَ وَأَصَابَ الظَّفَرَ مِنَ اللَّهِ.

[  20  ] ـ [إيّاكم والحسد ]وَإِيَّاكُمْ أَنْ يَحْسُدَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَإِنَّ
الْكُفْرَ أَصْلُهُ الْحَسَدُ.

[  21  ] ـ [إيّاكم والظلم ]وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُعِينُوا عَلَى مُسْلِمٍ مَظْلُومٍ
فَيَدْعُوَ اللَّهَ عَلَيْكُمْ وَيُسْتَجَابَ
[71] لَهُ فِيكُمْ؛ فَإِنَّ أَبَانَا رَسُولَ اللَّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله
كَانَ يَقُولُ: إِنَّ دَعْوَةَ الْمُسْلِمِ الْمَظْلُومِ مُسْتَجَابَةٌ.

[  22  ] ـ [عليكم بالتعاون] وَلْيُعِنْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَإِنَّ أَبَانَا رَسُولَ
اللَّهِ
صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهكَانَ يَقُولُ: إِنَّ مَعُونَةَ الْمُسْلِمِ خَيْرٌ
وَأَعْظَمُ أَجْراً مِنْ صِيَامِ
شَهْرٍ وَاعْتِكَافِهِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ.



[  23  ] ـ [رعاية المعسر] وَإِيَّاكُمْ وَإِعْسَارَ أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِكُمُ
الْمُسْلِمِينَ
[72] أَنْ تُعْسِرُوهُ[73] بِالشَّيْءِ يَكُونُ لَكُمْ قِبَلَهُ وَهُوَ مُعْسِرٌ،
فَإِنَّ
أَبَانَا رَسُولَ اللَّهِ
صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهكَانَ يَقُولُ: لَيْسَ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُعْسِرَ مُسْلِماً،
وَمَنْ أَنْظَرَ مُعْسِراً أَظَلَّهُ اللَّهُ بِظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا
ظِلُّهُ.

[  24  ] ـ [حقوق الله] وَإِيَّاكُمْ أَيَّتُهَا الْعِصَابَةُ الْمَرْحُومَةُ
الْمُفَضَّلَةُ عَلَى مَنْ سِوَاهَا وَحَبْسَ حُقُوقِ اللَّهِ قِبَلَكُمْ يَوْماً
بَعْدَ يَوْمٍ وَسَاعَةً
بَعْدَ سَاعَةٍ، فَإِنَّهُ مَنْ عَجَّلَ حُقُوقَ اللَّهِ قِبَلَهُ كَانَ اللَّهُ
أَقْدَرَ عَلَى التَّعْجِيلِ لَهُ إِلَى مُضَاعَفَةِ الْخَيْرِ فِي الْعَاجِلِ
وَالآْجِلِ.

وَإِنَّهُ مَنْ
أَخَّرَ حُقُوقَ اللَّهِ قِبَلَهُ كَانَ اللَّهُ أَقْدَرَ عَلَى تَأْخِيرِ
رِزْقِهِ، وَمَنْ حَبَسَ اللَّهُ رِزْقَهُ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَرْزُقَ نَفْسَهُ،
فَأَدُّوا إِلَى اللَّهِ حَقَّ مَا
رَزَقَكُمْ يُطَيِّبِ اللَّهُ لَكُمْ بَقِيَّتَهُ، وَيُنْجِزْ لَكُمْ مَا
وَعَدَكُمْ مِنْ مُضَاعَفَتِهِ لَكُمُ الاضْعَافَ الْكَثِيرَةَ الَّتِي لا
يَعْلَمُ عَدَدَهَا
[74] وَلا كُنْهَ[75]
فَضْلِهَا إِلا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ.

[  25  ] ـ [إتباع الإمام] وَقَالَ: اتَّقُوا اللَّهَ أَيَّتُهَا الْعِصَابَةُ وَإِنِ
اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لا يَكُونَ مِنْكُمْ مُحْرِجُ الامَامِ
[76]؛ فَإِنَّ[77] مُحْرِجَ الامَامِ هُوَ
الَّذِي يَسْعَى بِأَهْلِ الصَّلاحِ مِنْ أَتْبَاعِ الامَامِ، الْمُسَلِّمِينَ
لِفَضْلِهِ، الصَّابِرِينَ عَلَى أَدَاءِ حَقِّهِ، الْعَارِفِينَ لِحُرْمَتِهِ
[78].

وَاعْلَمُوا
أَنَّهُ
[79] مَنْ نَزَلَ بِذَلِك الْمَنْزِلِ عِنْدَ الامَامِ فَهُوَ
مُحْرِجُ الامَامِ
[80]، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِك عِنْدَ الامَامِ أَحْرَجَ الامَامَ
إِلَى أَنْ يَلْعَنَ أَهْلَ
الصَّلاحِ مِنْ أَتْبَاعِهِ، الْمُسَلِّمِينَ لِفَضْلِهِ، الصَّابِرِينَ عَلَى
أَدَاءِ حَقِّهِ الْعَارِفِينَ بِحُرْمَتِهِ، فَإِذَا لَعَنَهُمْ لإحْرَاجِ
أَعْدَاءِ اللَّهِ الامَامَ صَارَتْ
لَعْنَتُهُ رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، وَصَارَتِ اللَّعْنَةُ مِنَ اللَّهِ
وَمِنَ الْمَلائِكَةِ وَرُسُلِهِ
[81] عَلَى أُولَئِك[82].

[  26  ] ـ [تولّى الله ورسوله] وَاعْلَمُوا أَيَّتُهَا الْعِصَابَةُ:
أَنَّ السُّنَّةَ مِنَ اللَّهِ قَدْ جَرَتْ فِي الصَّالِحِينَ قَبْلُ. وَقَالَ:
مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ
وَهُوَ مُو
ٔمِنٌ حَقّاً حَقّاً فَلْيَتَوَلَّ[83] اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا، وَلْيَبْرَأْ إِلَى
اللَّهِ مِنْ عَدُوِّهِمْ، وَيُسَلِّمُ
[84] لِمَا انْتَهَى إِلَيْهِ مِنْ فَضْلِهِمْ،
لِأنَّ فَضْلَهُمْ لا يَبْلُغُهُ مَلَك مُقَرَّبٌ وَلا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلا مَنْ
دُونَ ذَلِك، أَ لَمْ تَسْمَعُوا مَا ذَكَرَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِ أَتْبَاعِ
الائِمَّةِ الْهُدَاةِ وَهُمُ
الْمُو
ٔمِنُونَ قَالَ:«فَأُولئِك مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ
النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِك
رَفِيقاً
»[85] فَهَذَا


وَجْهٌ مِنْ وُجُوهِ فَضْلِ أَتْبَاعِ الائِمَّةِ، فَكَيْفَ بِهِمْ وَفَضْلِهِمْ.
وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يُتِمَّ اللَّهُ لَهُ إِيمَانَهُ حَتَّى يَكُونَ مُو
ٔمِناً حَقّاً حَقّاً
فَلْيَفِ لِلَّهِ
[86]
بِشُرُوطِهِ الَّتِي اشْتَرَطَهَا عَلَى الْمُو
ٔمِنِينَ؛ فَإِنَّهُ
قَدِ اشْتَرَطَ مَعَ وَلايَتِهِ وَوَلايَةِ رَسُولِهِ وَوَلايَةِ أَئِمَّةِ الْمُو
ٔمِنِينَ[87]: إِقَامَ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءَ
الزَّكَاةِ، وَإِقْرَاضَ اللَّهِ قَرْضاً حَسَناً، وَاجْتِنَابَ الْفَوَاحِشِ مَا
ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، فَلَمْ يَبْقَ شَيْءٌ مِمَّا فُسِّرَ مِمَّا حَرَّمَ
اللَّهُ إِلّا وَقَدْ دَخَلَ
فِي جُمْلَةِ قَوْلِهِ
[88] فَمَنْ دَانَ اللَّهَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ
مُخْلِصاً لِلَّهِ وَلَمْ يُرَخِّصْ لِنَفْسِهِ فِي تَرْك شَيْءٍ مِنْ هَذَا
فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ فِي حِزْبِهِ
الْغَالِبِينَ، وَهُوَ مِنَ الْمُو
ٔمِنِينَ حَقّاً.

[  27  ] ـ [ما حرّم الله ]وَإِيَّاكُمْ وَالاصْرَارَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا حَرَّمَ
اللَّهُ فِي ظَهْرِ الْقُرْآنِ وَبَطْنِهِ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ
[تَعَالَى[89]] وَلَمْ يُصِرُّوا
عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ
[90].[91] يَعْنِي الْمُؤمِنِينَ قَبْلَكُمْ
إِذَا نَسُوا شَيْئاً مِمَّا اشْتَرَطَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ عَرَفُوا أَنَّهُمْ قَدْ
عَصَوُا اللَّهَ فِي
تَرْكِهِمْ ذَلِك الشَّيْءَ فَاسْتَغْفَرُوا وَلَمْ يَعُودُوا إِلَى تَرْكِهِ، فَذَلِك
مَعْنَى قَوْلِ اللَّهِ
[92]:«وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ»[93].

[  28  ] ـ [طاعة الله] وَاعْلَمُوا أَنَّهُ إِنَّمَا أَمَرَ وَنَهَى لِيُطَاعَ
فِيمَا أَمَرَ بِهِ وَلِيُنْتَهَى عَمَّا نَهَى عَنْهُ، فَمَنِ اتَّبَعَ أَمْرَهُ
فَقَدْ أَطَاعَهُ وَقَدْ أَدْرَك كُلَّ
شَيْءٍ مِنَ الْخَيْرِ عِنْدَهُ، وَمَنْ لَمْ يَنْتَهِ عَمَّا نَهَى اللَّهُ
عَنْهُ فَقَدْ عَصَاهُ، فَإِنْ مَاتَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ أَكَبَّهُ اللَّهُ عَلَى
وَجْهِهِ فِي النَّارِ.

وَاعْلَمُوا
أَنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ مَلَك مُقَرَّبٌ
وَلا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلا مَنْ دُونَ ذَلِك مِنْ خَلْقِهِ كُلِّهِمْ إِلا
طَاعَتُهُمْ لَهُ،
فَاجْتَهِدُوا فِي طَاعَةِ اللَّهِ
[94]، إِنْ سَرَّكُمْ أَنْ تَكُونُوا مُؤمِنِينَ حَقّاً
حَقّاً، وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ.

وَقَالَ:
وَعَلَيْكُمْ بِطَاعَةِ رَبِّكُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنَّ اللَّهَ رَبُّكُمْ.

وَاعْلَمُوا أَنَّ
الاسْلامَ هُوَ التَّسْلِيمُ، وَالتَّسْلِيمَ هُوَ الاسْلامُ، فَمَنْ سَلَّمَ
فَقَدْ أَسْلَمَ، وَمَنْ لَمْ يُسَلِّمْ فَلا إِسْلامَ لَهُ، وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ
يُبْلِغَ إِلَى
نَفْسِهِ فِي الاحْسَانِ فَلْيُطِعِ اللَّهَ، فَإِنَّهُ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ
فَقَدْ أَبْلَغَ إِلَى نَفْسِهِ فِي الاحْسَانِ.

[  29  ] ـ [إجتناب المعاصى] وَإِيَّاكُمْ وَمَعَاصِيَ اللَّهِ أَنْ تَرْكَبُوهَا
فَإِنَّهُ مَنِ انْتَهَك مَعَاصِيَ اللَّهِ فَرَكِبَهَا فَقَدْ أَبْلَغَ فِي
الاسَاءَةِ إِلَى نَفْسِهِ،
وَلَيْسَ بَيْنَ الاحْسَانِ وَالاسَاءَةِ مَنْزِلَةٌ، فَلِأَهْلِ الإحْسَانِ
عِنْدَ رَبِّهِمُ الْجَنَّةُ، وَلإهْلِ الإسَاءَةِ عِنْدَ رَبِّهِمُ النَّارُ،
فَاعْمَلُوا بِطَاعَةِ اللَّهِ
وَاجْتَنِبُوا مَعَاصِيَهُ.

وَ اعْلَمُوا
أَنَّهُ لَيْسَ يُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ شَيْئاً، لا
مَلَك مُقَرَّبٌ وَلا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَ لا مَنْ دُونَ ذَلِك، فَمَنْ سَرَّهُ
أَنْ تَنْفَعَهُ
شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ عِنْدَ اللَّهِ فَلْيَطْلُبْ إِلَى اللَّهِ أَنْ يَرْضَى
عَنْهُ.

وَ اعْلَمُوا
أَنَّ أَحَداً مِنْ خَلْقِ اللَّهِ لَمْ يُصِبْ رِضَا اللَّهِ إِلا بِطَاعَتِهِ
وَطَاعَةِ رَسُولِهِ وَطَاعَةِ وُلاةِ أَمْرِهِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَمَعْصِيَتُهُمْ مِنْ
مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَلَمْ يُنْكِرْ لَهُمْ فَضْلا، عَظُمَ أَوْ صَغُرَ
[95].

[  30  ] ـ [المنافقون] وَاعْلَمُوا أَنَّ الْمُنْكِرِينَ هُمُ الْمُكَذِّبُونَ،
وَأَنَّ الْمُكَذِّبِينَ هُمُ الْمُنَافِقُونَ، وَأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
[96] قَالَ لِلْمُنَافِقِينَ ـ وَ
قَوْلُهُ الْحَقُّ ـ :
«إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْك الأسْفَلِ مِنَ النّارِ
وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً
»[97] وَلا يَفْرَقَنَّ[98] أَحَدٌ مِنْكُمْ أَلْزَمَ اللَّهُ قَلْبَهُ طَاعَتَهُ


وَخَشْيَتَهُ مِنْ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ
[مِمَّنْ[99]] أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْ صِفَةِ الْحَقِّ وَلَمْ
يَجْعَلْهُ مِنْ أَهْلِهَا، فَإِنَّ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ
[100] اللَّهُ مِنْ أَهْلِ
صِفَةِ الْحَقِّ فَأُولَئِك هُمْ شَيَاطِينُ الانْسِ وَالْجِنِّ، وَإِنَّ
[101] لِشَيَاطِينِ الانْسِ حِيلَةً[102] وَمَكْراً وَخَدَائِعَ‏وَسْوَسَةً بَعْضِهِمْ إِلَى
بَعْضٍ،
يُرِيدُونَ ـ إِنِ اسْتَطَاعُوا ـ أَنْ يَرُدُّوا أَهْلَ الْحَقِّ عَمَّا
أَكْرَمَهُمُ اللَّهُ بِهِ مِنَ النَّظَرِ فِي دِينِ اللَّهِ الَّذِي لَمْ
يَجْعَلِ اللَّهُ شَيَاطِينَ الانْسِ مِنْ
أَهْلِهِ، إِرَادَةَ أَنْ يَسْتَوِيَ أَعْدَاءُ اللَّهِ وَأَهْلُ الْحَقِّ فِي
الشَّك‏الانْكَارِ وَالتَّكْذِيبِ، فَيَكُونُونَ سَوَاءً كَمَا وَصَفَ اللَّهُ
[تَعَالَى[103]] فِي كِتَابِهِ مِنْ
قَوْلِهِ:
«وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً»[104] ثُمَّ نَهَى اللَّهُ أَهْلَ النَّصْرِ بِالْحَقِّ أَنْ
يَتَّخِذُوا مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً،
فَلا يُهَوِّلَنَّكُمْ وَلا يَرُدَّنَّكُمْ عَنِ النَّصْرِ بِالْحَقِّ الَّذِي
خَصَّكُمُ اللَّهُ بِهِ مِنْ حِيلَةِ شَيَاطِينِ الانْسِ وَمَكْرِهِمْ
وَحِيَلُهُمْ وَوَسْوَاسُ
[105] بَعْضِهِمْ
إِلَى بَعْضٍ؛ فَإِنَّ أَعْدَاءَ اللَّهِ إِنِ اسْتَطَاعُوا صَدُّوكُمْ عَنِ
الْحَقِّ، فَيَعْصِمُكُمْ اللَّهُ مِنْ ذَلِك، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَكُفُّوا
أَلْسِنَتَكُمْ إِلا مِنْ خَيْرٍ.

[  31  ] ـ [ذلق اللسان] وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُزْلِقُوا أَلْسِنَتَكُمْ[106] بِقَوْلِ الزُّورِ وَالْبُهْتَانِ وَالاثْمِ
وَالْعُدْوَانِ؛ فَإِنَّكُمْ إِنْ كَفَفْتُمْ أَلْسِنَتَكُمْ عَمَّا
يَكْرَهُهُ
[107] اللَّهُ مِمَّا نَهَاكُمْ عَنْهُ كَانَ خَيْراً لَكُمْ
عِنْدَ رَبِّكُمْ مِنْ أَنْ تُزْلِقُوا أَلْسِنَتَكُمْ بِهِ، فَإِنَّ زَلَقَ
اللِّسَانِ فِيمَا يَكْرَهُ اللَّهُ وَمَا يَنْهَى عَنْهُ
مَرْدَاةٌ
[108] لِلْعَبْدِ عِنْدَ اللَّهِ، وَمَقْتٌ مِنَ اللَّهِ وَصَمٌّ[109] وَ عَمًى وَبَكَمٌ يُورِثُهُ اللَّهُ إِيَّاهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ، فَتَصِيرُوا
[110] كَمَا قَالَ اللَّهُ:«صُمٌّ بُكْمٌ
عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ
»[111] يَعْنِي: لا يَنْطِقُونَ، «وَ لا يُؤذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ»[112].

[  32  ] ـ [الصمت] وَإِيَّاكُمْ وَمَا نَهَاكُمُ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ
تَرْكَبُوهُ، وَعَلَيْكُمْ بِالصَّمْتِ إِلا فِيمَا يَنْفَعُكُمُ اللَّهُ بِهِ
مِنْ
[113] أَمْرِ آخِرَتِكُمْ،
وَيَأْجُرُكُمْ
[114] عَلَيْهِ.

[  33  ] ـ [التهليل] وَأَكْثِرُوا مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّقْدِيسِ
وَالتَّسْبِيحِ وَالثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ وَالتَّضَرُّعِ إِلَيْهِ وَالرَّغْبَةِ
فِيمَا عِنْدَهُ مِنَ الْخَيْرِ الَّذِي لا
يَقْدِرُ قَدْرَهُ وَلا يَبْلُغُ كُنْهَهُ أَحَدٌ، فَاشْغَلُوا أَلْسِنَتَكُمْ
بِذَلِك عَمَّا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ مِنْ أَقَاوِيلِ الْبَاطِلِ الَّتِي تُعْقِبُ
أَهْلَهَا خُلُوداً فِي النَّارِ
مَنْ
[115] مَاتَ عَلَيْهَا وَلَمْ يَتُبْ إِلَى اللَّهِ[116] وَلَمْ يَنْزِعْ عَنْهَا[117].

[  34  ] ـ [الدعاء] وَعَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ، فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ لَمْ
يُدْرِكُوا نَجَاحَ الْحَوَائِجِ عِنْدَ رَبِّهِمْ بِأَفْضَلَ مِنَ الدُّعَاءِ
وَالرَّغْبَةِ إِلَيْهِ‏التَّضَرُّعِ إِلَى
اللَّهِ وَالْمَسْأَلَةِ
[118]، فَارْغَبُوا فِيمَا رَغَّبَكُمُ اللَّهُ فِيهِ،
وَأَجِيبُوا اللَّهَ إِلَى مَا دَعَاكُمْ إِلَيْهِ لِتُفْلِحُوا وَتَنْجُوا مِنْ
عَذَابِ اللَّهِ.

[  35  ] ـ [الحذر عن التنزّه ]وَإِيَّاكُمْ أَنْ
تَشْرَهَ أَنْفُسُكُمْ
[119] إِلَى شَيْءٍ مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ،
فَإِنَّهُ مَنِ انْتَهَك مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ هَاهُنَا


فِي الدُّنْيَا حَالَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ وَنَعِيمِهَا
وَلَذَّتِهَا وَكَرَامَتِهَا الْقَائِمَةِ الدَّائِمَةِ لاهْلِ الْجَنَّةِ أَبَدَ
الآْبِدِينَ.

[  36  ] ـ [الخطر] وَاعْلَمُوا أَنَّهُ بِئْسَ الْحَظُّ الْخَطَرُ لِمَنْ
خَاطَرَ
[اللَّهَ[120]] بِتَرْك طَاعَةِ اللَّهِ وَرُكُوبِ مَعْصِيَتِهِ،
فَاخْتَارَ أَنْ يَنْتَهِك مَحَارِمَ
اللَّهِ فِي لَذَّاتِ دُنْيَا مُنْقَطِعَةٍ زَائِلَةٍ عَنْ أَهْلِهَا عَلَى
خُلُودِ نَعِيمٍ فِي الْجَنَّةِ وَلَذَّاتِهَا وَكَرَامَةِ أَهْلِهَا، وَيْلٌ
لاولَئِك، مَا أَخْيَبَ حَظَّهُمْ،
وَأَخْسَرَ كَرَّتَهُمْ، وَأَسْوَأَ حَالَهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ، اسْتَجِيرُوا اللَّهَ أَنْ يُجْرِيكُمْ
[121] فِي مِثَالِهِمْ أَبَداً، وَ أَنْ يَبْتَلِيَكُمْ بِمَا
ابْتَلاهُمْ بِهِ،
وَلا قُوَّةَ لَنَا وَلَكُمْ إِلّا بِهِ.

[  37  ] ـ [الابتلاء] فَاتَّقُوا اللَّهَ أَيَّتُهَا الْعِصَابَةُ النَّاجِيَةُ
أَنْ أَتَمَّ اللَّهُ لَكُمْ مَا أَعْطَاكُمْ
[122] [بِهِ[123]] فَإِنَّهُ لا يَتِمُّ الامْرُ حَتَّى يَدْخُلَ عَلَيْكُمْ
مِثْلُ الَّذِي دَخَلَ عَلَى الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَحَتَّى تُبْتَلَوْا فِي
أَنْفُسِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَحَتَّى تَسْمَعُوا مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ أَذىً
كَثِيراً فَتَصْبِرُوا
وَتَعْرُكُوا
[124] بِجُنُوبِكُمْ، وَحَتَّى يَسْتَذِلُّوكُمْ[125] وَ[126]يُبْغِضُوكُمْ، وَحَتَّى يُحَمِّلُوا[127] عَلَيْكُمُ الضَّيْمَ، فَتَحَمَّلُوا[128] مِنْهُمْ تَلْتَمِسُونَ بِذَلِك
وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآْخِرَة، وَحَتَّى تَكْظِمُوا الْغَيْظَ الشَّدِيدَ
فِي الاذَى فِي اللَّهِ
[عَزَّوَجَلَّ[129]] يَجْتَرِمُونَهُ[130] إِلَيْكُمْ، وَحَتَّى يُكَذِّبُوكُمْ
بِالْحَقِّ وَيُعَادُوكُمْ فِيهِ وَيُبْغِضُوكُمْ عَلَيْهِ، فَتَصْبِرُوا عَلَى
ذَلِك مِنْهُمْ، وَمِصْدَاقُ ذَلِك كُلِّهِ فِي كِتَابِ اللَّهِ الَّذِي
أَنْزَلَهُ جَبْرَئِيلُ
عليه‏السلام عَلَى
نَبِيِّكُمْ
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله سَمِعْتُمْ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ[131] لِنَبِيِّكُمْ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله :«فَاصْبِرْ كَما
صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ
»[132] ثُمَّ قَالَ: وَ
إِنْ يُكَذِّبُوك فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِك فَصَبَرُوا عَلى ما
كُذِّبُوا وَأُوذُوا
[133] فَقَدْ كُذِّبَ نَبِيُّ اللَّهِ وَ الرُّسُلُ مِنْ
قَبْلِهِ، وَأُوذُوا مَعَ
التَّكْذِيبِ بِالْحَقِّ، فَإِنْ سَرَّكُمْ أَنْ تَكُونُوا مَعَ نَبِيِّ اللَّهِ
مُحَمَّدٍ 
صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهوَ الرُّسُلِ مِنْ قَبْلِهِ، فَتَدَبَّرُوا مَا قَصَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فِي
كِتَابِهِ مِمَّا ابْتَلَى
بِهِ أَنْبِيَاءَهُ وَأَتْبَاعَهُمُ الْمُو
ٔمِنِينَ، ثُمَّ سَلُوا
اللَّهَ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الصَّبْرَ عَلَى الْبَلاءِ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ
وَالشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ مِثْلَ الَّذِي أَعْطَاهُمْ.

[  38  ] ـ [مماضّة أهل الباطل] وَإِيَّاكُمْ وَمُمَاظَّةَ أَهْلِ
الْبَاطِلِ، وَعَلَيْكُمْ بِهُدَى الصَّالِحِينَ، وَقَارِهِمْ، وَسَكِينَتِهِمْ،
وَحِلْمِهِمْ،
وَتَخَشُّعِهِم،ْ وَوَرَعِهِمْ عَنْ مَحَارِمِ اللَّه، وَِصِدْقِهِمْ،
وَوَفَائِهِمْ، وَاجْتِهَادِهِمْ لِلَّهِ فِي الْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ؛ فَإِنَّكُمْ
إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا ذَلِك لَمْ تُنْزَلُوا
عِنْدَ رَبِّكُمْ مَنْزِلَةَ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ.

[  39  ] ـ [شرح الصدر] وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً
شَرَحَ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ، فَإِذَا أَعْطَاهُ ذَلِك أَنْطَقَ
[134] لِسَانَهُ بِالْحَقِّ وَعَقَدَ
قَلْبَهُ عَلَيْهِ، فَعَمِلَ بِهِ، فَإِذَا جَمَعَ اللَّهُ لَهُ ذَلِك تَمَّ
[لَهُ[135]] إِسْلامُهُ، وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ إِنْ مَاتَ عَلَى
ذَلِك الْحَالِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَقّاً، وَإِذَا
لَمْ يُرِدِ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْراً وَكَلَهُ إِلَى نَفْسِهِ، وَكَانَ صَدْرُهُ
ضَيِّقاً حَرَجاً، فَإِنْ جَرَى عَلَى لِسَانِهِ حَقٌّ لَمْ يُعْقَدْ قَلْبُهُ
عَلَيْهِ، وَإِذَا لَمْ يُعْقَدْ قَلْبُهُ

عَلَيْهِ لَمْ يُعْطِهِ
[136] اللَّهُ الْعَمَلَ بِهِ، فَإِذَا اجْتَمَعَ ذَلِك عَلَيْهِ
حَتَّى يَمُوتَ وَهُوَ عَلَى تِلْك الْحَالِ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ
الْمُنَافِقِينَ، وَصَارَ مَا
جَرَى عَلَى لِسَانِهِ مِنَ الْحَقِّ الَّذِي لَمْ يُعْطِهِ اللَّهُ أَنْ يُعْقَدَ
قَلْبُهُ عَلَيْهِ‏لَمْ يُعْطِهِ الْعَمَلَ بِهِ حُجَّةً عَلَيْهِ
[يَوْمَ
الْقِيَامَةِ
[137]].

فَاتَّقُوا
اللَّهَ، وَسَلُوهُ أَنْ يَشْرَحَ صُدُورَكُمْ لِلإسْلامِ، وَأَنْ يَجْعَلَ
أَلْسِنَتَكُمْ تَنْطِقُ بِالْحَقِّ حَتَّى يَتَوَفَّيكُمْ وَأَنْتُمْ عَلَى
ذَلِك، وَأَنْ يَجْعَلَ
مُنْقَلَبَكُمْ مُنْقَلَبَ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَلا قُوَّةَ إِلّا
بِاللَّهِ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

[  40  ] ـ [إتباع الأئمّة] وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ[138] يُحِبُّهُ فَلْيَعْمَلْ بِطَاعَةِ اللَّهِ
وَلْيَتَّبِعْنَا، أَ لَمْ يَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
[139] لِنَبِيِّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله :
«قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ
لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
»[140]؟ وَاللَّهِ لا يُطِيعُ اللَّهَ عَبْدٌ أَبَداً إِلا
أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي
طَاعَتِهِ اتِّبَاعَنَا، وَلا وَاللَّهِ لا يَتَّبِعُنَا عَبْدٌ أَبَداً إِلا
أَحَبَّهُ اللَّهُ، وَلا وَاللَّهِ لا يَدَعُ أَحَدٌ اتِّبَاعَنَا أَبَداً إِلا
أَبْغَضَنَا، وَلا وَاللَّهِ لا يُبْغِضُنَا أَحَدٌ أَبَداً
إِلا عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ مَاتَ عَاصِياً لِلَّهِ أَخْزَاهُ اللَّهُ وَأَكَبَّهُ
عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ.

وَالْحَمْدُ
لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
[141].

 

« رساله امام صادق (ع) به شيعيان »

 

 

مقدمه:

كتابت و نگارش
نامه يكى از شيوه هاى نشر حديث در زمان صادقين خصوصاً امام صادق است و اين نگارش
به
گونه هاى متفاوتى بوده است. رساله
[كه از آن تعبير به نامه مى‏شود] در لغت به معناى
فرستادن است و هرچه فرستاده
شود بدان رساله اطلاق مى‏شود و در اصطلاح سبك شناسى رساله نامه ى مستقلى است كه
امام در پاسخ فرد يا
گروهى ارسال مى‏كند و معروف ترين آن ها نامه هاى پيامبر و امام على، رسالة الحقوق،
رسالة الزهد و… است.

رساله اندك تفاوتى
با توقيع دارد: توقيع مثل رسالة جواب هاى امام به مسائلى است، منتها در توقيع
جواب‏ها مختصر
و در حاشيه همان نامه ى ارسالى نگاشته مى‏شدند ولى در رساله پاسخ مفصل‏تر و به
صورت جداگانه و مستقل انشاء
مى‏شده است.

از ويژگى‏هاى
رساله مى‏توان به چند نكته اشاره كرد:

[1] در ابتداى بسيارى از رساله‏ها عباراتى است كه بيان‏گر وصول
نامه ى مخاطب به امام است، عباراتى مثل فهمت
كتابك، يرحمك اللّه‏ و …

[2] بحمداللّه‏ و المنّة متون اكثر رساله‏هاى صادره از ائمه در
دسترس ماست.



[3] بيشتر رساله‏ها از امام صادق عليه‏السلام و امام رضا عليه‏السلامصادر شده است.

[4] عنوان رساله پس از عصر حضور به كتب كوچكى گفته مى‏شد كه
حاوى مسائل كمى پيرامون يك موضوع بود و
اغلب نويسندگان به ويژه فقهاء از اين اصطلاح براى نگارش هاى خود استفاده مى‏كرد
نظير رسائل شهيدين و ديگر
علماء متقدمين و متأخرين در عصر حاضر.

عرض شد كه از امام
صادق
عليه‏السلام رساله‏هاى زيادى در دست است و اين به گونه‏هاى مختلفى بوده
است چرا كه گاه
ايشان رسما شخص يا اشخاصى را مخاطب قرار مى‏دادند كه نامه ى ابوالخطاب از اين قبيل
است و گاه در پاسخ ياران
خود نامه ارسال مى‏كردند مثلاً در تحف العقول ذيل عنوان (رسالة فى الغنائم و وجوب
الخمس) از امام صادق
عليه‏السلام
نامه‏اى آوردند كه امام آن را در جواب كسى كه از احكام خمس پرسيده بود، نگاشته
اند، همين طور رساله‏ى اهوازيه
حضرت كه در برگيرنده پاسخ امام به سؤالات عبداللّه‏بن نجاشى فرماندار اهواز است،
از جمله نامه‏هاى معروف امام
نامه ى توحيدى ايشان به مفضل‏بن عمر، نامه ى اهليلجه و نامه معروف به معايش عباد
است.

از همه ى اين‏ها
كه بگذريم، امام نامه‏اى دارد كه خطاب به همه ى شيعيان نوشته و آنان را با كلماد
رسا و زيبا به نصايح
اخلاقى ويژه اى توصيه نمودند و فراتر از آن، اصحاب و شيعيان خود را موظف كرده‏اند
تا به مفاد آن عمل كنند، بر
انجام آن مواظبت داشته باشند، براى يادآورى در آن نظر كنند و اين نوشته را در جاى
نماز خود گذارده تا پس از نماز
بدان توجه كنند.

اين رساله ى شريف
را مرحوم كلينى در كافى، ج 8، ص 2 الى ص 14 آورده وليكن مرحوم فيض بنابر ترتيب و
نظم اين
حديث در چند مورد ايراد گرفته و فرموده: احتمالاً حديث روى الواحى نوشته شده و به
علت جا به جايى اين ها، در
چند جاى متن حديث بريدگى به وجود آمده است و نسخه مصحح آن را مرحوم فيض در وافى
آورده و علامه مجلسى
در مرآة العقول بر چند جاى آن توضيحاتى فرموده كه حاكى از بريدگى در متن است؛
مرحوم محقق غفارى نسخه ى
مصحح مرحوم فيض را در آخر ج 8 كافى به عنوان ملحق آوده است؛ ما اين نسخه را براساس
نسخه ى مصحح فيض
تنظيم نموده و توضيحات مرحوم مجلسى را در پاورقى آورده‏ايم.

 

(بيستم جمادى
الاول 1428 ه روز ولادت حضرت زهرا
عليهاالسلامبرابر با 14 /4/ 1386).

 

 

 



نامه ‏اى به شيعيان

 

 

به نام خداى
بخشاينده مهربان (نامه‏اى كه حضرت صادق
عليه‏السلام به اصحاب خود
مرقوم فرمود) مرحوم كلينى
[142] به سند
خود روايت كرده و فرموده: حديث كرد مرا على بن ابراهيم از پدرش از ابن فضال از خصص
المؤذن از امام صادق
عليه‏السلام و
از محمد بن اسماعيل بن بزيع
[143] از محمد بن سنان از اسماعيل بن جابر از امام صادق عليه‏السلامكه نامه ذيل را به
اصحاب
خود مرقوم داشت و به آن‏ها دستور داد كه آن را به يكديگر درس دهند و و آن را
بخوانند و دقت كنند و از ياد نبرند و
بدان عمل كنند، و آن‏ها نيز اين نامه را در جاى نمازهاى خود در خانه‏هاشان گذارده
و چون از نماز فراغت مى‏يافتند در
آن مى‏نگريستند؛ گفت مرا روايت كرد
[144] حسن بن محمد از جعفربن محمد بن مالك كوفى از قاسم بن ربيع
صحاف از
اسماعيل بن مخلد سراج نيز گويد: اين نامه از طرف حضرت صادق
عليه‏السلام به اصحاب ابلاغ
گرديد:

 

( و اين متن نامه
)

به نام خداى
بخشاينده مهربان

[1] واجبات و آداب

اما بعد از
پروردگار خود راحتى و آسايش درخواست كنيد، و آرامش و متانت (طمأنينه) و وقار و
سكون خود را از
دست ندهيد، و شرم و حيا پيشه كنيد، و از آنچه مردمان شايسته پيش از شما دورى
كردند، شما هم دورى كنيد.

[2] سفارش‏هاى امام

و با اهل باطل
مدارا
[145] كنيد، ستمشان را بر خود هموار سازيد، مبادا با آن ها ستيزه
جويى
[146] كنيد، هنگام نشست و
برخاست و گفت و گوى با آن‏ها ـ چون از نشست و برخاست و مخالطه با آن‏ها ناچاريد ـ
راه تقيه را پيشه كنيد همان
راهى كه خداوند دستور داده كه هنگام برخورد با آن‏ها آن‏را پيش گيريد، و چون
گرفتار معاشرت با آن‏ها شديد، آنان
شما را آزار مى‏دهند و ناراحتى‏شان را در چهره‏هاشان به خوبى مشاهده خواهيد كرد، و
اگر اين جهت نبود كه خداى

تعالى (شر) آن‏ها را از شما دفع مى‏كند، آنان به شما يورش مى‏بردند
[147] و آن دشمنى و خشمى كه آن‏ها از شما در دل
دارند، بيش از آن است كه به روى شما آرند، شما با آن‏ها در يك انجمن گرد آييد ولى
جان‏هاى شما با آن‏ها متفاوت
است و با هم گرد نيايد، هرگز شما آنان را دوست نداريد و آن‏ها نيز شما را دوست
ندارند، جز آنكه خداى تعالى شما را
به داشتن حق و حقيقت گرامى داشته، شما را به راه حق بينا كرده و آنان را شايسته آن
ندانسته، پس با آن‏ها سازش
داشته باشيد و به رفتار آن صبر كنيد كه آن‏ها سازش با شما ندارند و بر هيچ چيزى از
امور شما شكيبايى ندارند، شما
بدى را دفع مى‏كنيد بدانچه بهتر است ميان شما و آن‏ها، و در اين كار به وسيله
اطاعت خدا رضايت خاطر پروردگارتان
را مى‏جوييد، ولى در آنان خيرى نيست، و براى شما روا نيست كه آن‏ها را بر اصول دين
خدا آگاه كنيد، زيرا اگر آن‏ها
چيزى در اين باره از شما بشنوند، در مورد آن چيز با شما دشمنى كنند و آن را افشاء
كنند و در نابودى شما بكوشند، و
وضع ناخوشايندى براى شما پيش آورند، و در دولت فجار نتوانيد حق خود را از آنان
بگيريد، (و به شما ستم كنند).

[3] شناخت موقعيت

پس شما موقعيت خود
را در مابين خود و اهل باطل بشناسيد، زيرا شايسته نيست كه اهل حق خود را به
منزله‏ى اهل
باطل بدانند، چون كه خدا اهل حق را در نزد خود به منزله اهل باطل قرار نداده، آيا
ندانند وجه گفتار خدا را در قرآن كه
مى‏فرمايد:
« أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ
الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ
»[148] آيا قرار دهيم
آنان كه ايمان آورده و كارهاى شايسته انجام دهند، مانند فساد كنندگان در زمين، يا
قرار دهيم پرهيزكاران را چون
فاسقان بدكار». گرامى داريد خود را از اهل باطل و قرار ندهيد خداى تبارك و تعالى
را ـ كه نمونه والاتر از آن اوست ـ و
همچنين امامتان و دينتان را كه بدان متدين هستيد در معرض (بدگويى) اهل باطل (كه
شما به آن‏ها بد گوييد تا در نتيجه
آن‏ها نيز در مقام معارضه با شما سخنان ناروا نسبت به خدا و دين امام‏تان بگويند)
پس خدا به شما خشم كند و نابود
گرديد.

[4] انجام دستورات دينى

آرام آرام اى مردم
شايسته، دستور خدا را و هم دستور آن كسى كه خدا شما را فرمان به پيروى از آن‏ها
داده، وامگذاريد
كه خدا نعمتش را كه به شما داده دگرگون سازد، دوست داريد به خاطر خدا هر كه را هم
مسلك و هم عقيده با
شماست، و دشمن داريد براى خدا هر كه را مخالف با شما است، و دوستى و خيرخواهى خود
را از كسى كه هم
عقيده با شما است دريغ مداريد، ولى براى آن‏ها كه از عقيده شما روا گردان است و با
شما درباره مذهبتان دشمنى
مى‏كند و توطئه چينى براى شما مى‏كند، دوستى و خيرخواهى نكنيد.



[5] سنت‏هاى الهى

اين است روش و
آداب ما كه همان روش خدا است، آن را به دست آريد و درك كنيد و بفهميد و پشت سر
نيندازيد،
آنچه بر طبق راهنمايى و هدايت شما است، آن را دريابيد و آنچه موافق هواى نفسانى
شما است، آن را به دور افكنيد و
طبق آن رفتار نكنيد، مبادا بر خدا بزرگى كنيد، و بدانيد كه كسى مبتلا به بزرگى
كردن بر خدا نشود، جز آنكه بزرگى بر
دين خدا كند، پس در راه خدا محكم باشيد و مرتد نشويد كه زيانكار مى‏شويد، خدا ما و
شما را از بزرگى كردن به خدا
در پناه خود گيرد، و نيرويى براى ما و شما و نيست جز به خدا.

[6] صفات مسلمان

و نيز فرمود: به
راستى اگر بنده را خداوند در اصل ـ يعنى اصل خلقت ـ مؤمن آفريده باشد، از اين جهان
نرود تا خداوند
شر و بدى را برايش ناپسند كند و از آن دورش سازد، و هر كه را خداوند از شر و بدى
دور و بيزار ساخت و آن را ناپسند
خاطرش كرد از تكبر و سركشى در امانش بدارد و در نتيجه سر به راه شود و اخلاقش نيكو
و نرم خو و خوش خلق و
گشاده رو گردد و وقار و آرامش و فروتنى اسلام در او پديد آيد، و از محرمات خدا
پارسايى و پرهيز كند و از آنچه خشم
او است دورى گزيند، و خداوند دوستى مردم و مدارا كردن با آن‏ها را نصيبش فرمايد و
گسستن و دشمنى با مردم را
ترگ گويد و هيچ‏گاه با اين خوى ناپسند و دارندگان آن ارتباطى نخواهد داشت.

[7] دورى از تكبّر

و به راستى هرگاه
خداوند بنده‏اى را در اصل ـ يعنى اصل آفرينش ـ كافر آفريد
[149] (يعنى در علم خدا گشته است كه او
پس از خلقت كافر گردد) نمى‏ميرد تا خدا شر و بدى را محبوب او سازد و او را بدان
نزديك كند، پس چون او نظرش را
به بدى جلب كرده و بدان نزديك ساخت، گرفتار كبر شود و سنگ‏دل و بدرفتار گردد و
بدخو و سخت‏رو شود و
هرزگيش آشكار گردد و شرم و حيا در او اندك شود و رازش را خدا آشكار سازد و مرتكب
محرمات گردد و از آن دست
نكشد و به ارتكاب نافرمانى‏هاى خدا دچار شده و اطاعت او و همچنين اطاعت كنندگان
خدا را دوست ندارد، و چه
دور است فاصله‏ى ميان حال مؤمن و حال شخص كافر. از خدا عافيت بخواهيد و از درگاه
وى آن را بجوييد و جنبش و
نيرويى نيست جز به وسيله او.



[8] صبر و شكيبايى

خودتان را در اين
دنيا بر بلا شكيبا سازيد، زيرا پى در پى رسيدن بلا و سختى در راه اطاعت خدا و
ولايت او و ولايت
كسانى كه خدا دستور دوستى و ولايت آن‏ها را داده، در آخرت سرانجامش بهتر است در
نزد خدا از دارايى و پادشاهى
دنيا و اگر نعمت‏هاى آن و خرمى و خوش‏گذرانى آن در نافرمانى خدا و دوستى و اطاعت كسى
كه خدا از دوستى‏اش
نهى فرموده، پى در پى و طولانى باشد، چون كه خدا دستور داده به دوستى امامان و
پيشوايانى كه در كتاب خود نام
برده، در آنجا كه فرموده:
«وَجَعَلْنَاهُمْ
أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا
»[150] « و قرارشان داديم پيشوايانى كه راهبرى كنند به فرمان ما».
و آنهايند كسانى كه خداوند به دوستى و اطاعت ايشان دستور فرموده و در مقابل كسانى
كه خداوند از دوستى و
اطاعت ايشان نهى فرمود، ـ و آنان همان پيشوايان ضلالت و گمراهى هستند كه خدا مقرر
داشته، آن‏ها در دنيا دوستى
بر اولياى خدا يعنى امامان از خاندان محمد
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم داشته باشند،
اينان در دوران حكومت خود به نافرمانى خدا و
نافرمانى رسول خدا
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمرفتار مى‏كنند، تا دستور عذاب خدا بر آن‏ها محقق گردد، شما
از فرمان خدا درباره ايشان
خوشحال مى‏شويد، همان فرمانى كه در اصل (يعنى اصل آفرينش) آن‏ها را براى همان
فرمان آفريده، در برابر آن كفرى
كه در علم خدا گذشته است كه ديگران را در اصل براى آن آفريده و (قرارشان داده) از
كسانى كه در كتابش (قرآن) از
آن‏ها نام برده، آنجا كه مى‏فرمايد:
« وَجَعَلْنَاهُمْ
أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يُنصَرُونَ
»[151] « و گردانيديم از ايشان
پيشوايانى كه به سوى دوزخ رهبرى كنند» – كه همان احتمالى كه در آيه بالا گفته شد
در اين آيه نيز هست – پس آنچه را
گفتيم، تدبر كنيد و دريابيد و ندانسته نگيريد، زيرا هر كس اين جريان و مانند آن را
از آنچه خدا در قرآنش لازم كرده كه
بدان امر كرده و يا از آن نهى فرموده ندانسته گيرد، دين خدا را رها كرده و
نافرمانى او را مرتكب شده و سزاوار خشم
خدا گرديده، و خداوند او را به روى در آتش دوزخ افكند.

[9] دورى از هواى نفس

و نيز فرمود: اى
گروه مورد رحمت و رستگار، به راستى كه خدا كامل كرده براى شما آن خيرى را كه به
شما اعطا
فرموده، و بدانيد كه از علم خدا و دستورش اين نيست كه كسى از خلق او در دين خود
هواى نفس و رأى و قياس را
ميزان بگيرد، چون كه خداوند قرآن را نازل فرمود و بيان هر چيز را در آن قرار داد و
براى آموختنش كسانى را مقرر
فرمود و آنان كه علم قرآن را بدانها داده نمى‏توانند از روى ميل و سليقه و قياس و
نظر خود در احكام آن رفتار كنند و
خداوند آنان را به وسيله دانشى كه به آن‏ها داده و بدان مخصوصشان داشته و در نزد
آن‏ها سپرده است (از رأى و سليقه
و قياس) بى‏نيازشان ساخته و اين از روى احترامى بوده كه خداوند آن‏ها را بدان
گرامى داشته، و ايشانند اهل ذكر كه

خدا اين امّت را به پرسش از آنان مأمور ساخته،
[152] و اينانند كسانى كه هر كس از ايشان سؤالى كند ـ البته در
صورتى كه
سؤال كننده از كسانى باشد كه در علم گذشته باشد كه آنان را تصديق نموده و از
دستورشان پيروى كند ـ او را راهنمايى
كنند و بدهند باز از علم قرآن بدان مقدارى كه به خدا راه يابد ـ به اجازه و اذن او
ـ و همچنين به همه راه‏هاى حق
هدايت شود، و آن‏هايند همان كسانى كه روگردان نشود از ايشان و از پرسش كردنشان و
از آن دانشى كه خداوند آن‏ها را
بدان گرامى داشته و در پيش آنان نهاده، جز آن كس كه در علم خدا در اصل آفرينش و در
عالم ارواح شقاوت و بدبختى
بر او ثبت شده، چنين كسانى رو مى‏گردانند از پرسش اهل ذكر و آنان كه خداوند علم
قرآن را به آن‏ها داده و در نزدشان
قرار داده و دستور پرسيدن از آن‏ها را صادر فرموده است، و همين‏ها هستند كه طبق
دلخواه و سليقه و قياس هاى خود
رفتار كنند تا اينكه شيطان بر آن چيره گرديده، زيرا آن‏ها اهل ايمان را كه در علم
قرآن مؤمن شناخته شده‏اند در نزد خدا
كافر دانند، و گمراهان را كه در علم قرآن گمراهند نزد خدا مؤمن دانند، و تا اينكه
حلال خدا را در بسيارى از جاها حرام
كردند، و حرام خدا را در بسيارى از موارد حلال شمردند، و اين (كارها) ريشه و نتيجه
ى تبعيت از هواى نفس‏شان بود،
در صورتى كه خدا رسول خدا
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم پيش از مرگش از آن‏ها تعهد گرفته بود، ولى آن‏ها گفتند: پس
از رفتن رسول خدا ما
مى‏توانيم بر طبق آنچه آراء مردم بدان قرار گرفت رفتار كنيم، با اينكه خداى عزوجل
رسول خدا
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم را از ما گرفت و به
آن سفارشى كه آن حضرت به ما فرمود و آن دستورى كه به ما داده اگر چه اين كار مخالف
با دستور خدا و رسول او
باشد، به راستى كه چه شخصى بر خدا جرى‏تر و گمراهى‏اش آشكارتر از آن كسى است كه
اين رويه را پيشه كرده و به
خيال خود پندارد كه مى‏تواند چنى كارى بكند، به خدا سوگند كه خدا را بر مخلوق خود
حقى است كه فرمان او را
ببرند و از دستورش پيروى كنند، چه در زمان حيات محمد
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم و چه پس از مرگش، اين دشمنان خدا آيا مى‏توانند
چنين پندارند كه احدى از كسانى با محمد
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم اسلام آوردند،
طبق گفتار و رأى و قياس خود عمل كرده؟ اگر در پاسخ
بگويند: آرى، كه حتماً بر خداوند دروغ بسته و به جايگاه دور از سعادت گمراه
گشته‏اند و اگر بگويند نه، پس كسى را
حقى نيست كه به رأى و دلخواه و قياس هاى خويش رفتار كند، و در اين صورت اينان به
ضرر خود اقرار كرده و ملزم
گشته‏اند و در زمره كسانى در آيند كه معتقدند بايستى پس از مرگ رسول خدا
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم نيز از فرمان خدا پيروى و اطاعت
كرد و خداى تعالى نيز فرمايد و گفتارش حق است كه فرموده:
« وَمَا مُحمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ
الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ
قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ
فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ
»[153] «محمد جز پيامبرى نيست
كه پيش از او نيز پيغمبرانى آمده و در گذشته‏اند، آيا اگر بميرد يا كشته شود شما
باز به دين جاهليت خود باز مى‏گرديد؟

و هركس مرتد شود زيانى به خدا نخواهد رساند و خداوند شكرگزاران را پاداش خواهد
داد.» و اين سخن را بدان
جهت گفتيم تا بدانيد كه اطاعت خدا و پيروى از دستورش لازم است، چه در حيات و
زندگانى محمد و چه پس از
مرگش، و هم چنانكه هيچ يك از مردم حق ندارد كه با زنده بودن محمد به دلخواه و رأى
و قياس‏هاى خود بر خلاف
گفته محمد
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم رفتار كند، پس از مرگ آن حضرت نيز كسى چنين حقى نخواهد
داشت كه بر طبق دلخواه و رأى و
قياسات خود عمل بنمايد.

[10] دست بلند كردن هنگام نماز

و نيز فرمود: از
بلند كردن دستهايتان در نماز
[154] جز يك بار، آن هم هنگام شروع نماز در تكبيرة الاحرام خوددارى
كنيد، زيرا كه مردم (يعنى اهل سنت) شما را به اين عمل بشناسند، و خدا است كه يارى
دهنده است، جنبش و نيرويى
نيست جز به وسيله خداوند.

[11] بسيار دعا كردن

و فرمود: خداى را
بسيار بخوانيد، زيرا خداوند خوش دارد كه بندگان با ايمانش او را بخوانند و بدان‏ها
وعده اجابت
داده است، و خداوند دعاى مؤمنان را در روز قيامت به صورت عملى براى آن‏ها در آورد
كه براى رفتن به بهشت به
وسيله آن‏ها بر اعمالش بيفزايد، و بدين وسيله بر تعداد بهشتيان افزوده گردد، پس
بسيار ياد خدا كنيد، به هر اندازه كه
مى‏توانيد در هر ساعتى از ساعت‏هاى شبانه روز كه باشد، زيرا خداوند خود دستور
فرموده كه زياد او را ياد كنيد، و
خدا نيز ياد كند از هر بنده مؤمنى كه ذكر او گويد.

[12] به ياد خدا بودن

و بدانيد كه هيچ
يك از بندگان با ايمان، خدا را ياد نكند جز آنكه خداوند او را به نيكى ياد كند، و
در اطاعت او بكوشيد
كه كسى بدان خير و نيكى كه در نزد خدا است نرسد، جز به وسيله اطاعت او و دورى كردن
از آن محرماتى كه در ظاهر
و باطن قرآن آن‏ها را حرام كرده، چون كه خداى تبارك و تعالى در قرآنش فرموده و
گفتارش حق است:
« وَذَرُوا ظَاهِرَ
الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ
»[155]«و رها كنيد گناه آشكارا و پنهان را».



[13] دورى از بد زبانى

و بدانيد كه هر چه
را خداوند دستور داده كه از آن دورى كنيد، آن را حرام فرموده (و اين دستور دليل بر
حرمت آن
است) و از آثار رسول خدا
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم و سنت (و روش) او پيروى كنيد و آن را سرلوحه كارهاى خود
قرار دهيد، و از هواى
نفس و آراء خود پيروى نكنيد كه گمراه شويد، زيرا گمراه‏ترين مردم در پيشگاه خدا آن
كسى است كه از هواى نفس و
رأى خود بدون راهنمايى خدا پيروى كند، و تا مى‏توانيد به خود نيكى كنيد، زيرا هر
چه خوبى و احسان كنيد، به
خودتان كرده‏ايد و اگر بدى هم كنيد، به خود كرده‏ايد، و با مردم مدارا كنيد و
آن‏ها را در گردن خود سوار مكنيد تا بدين
وسيله اطاعت پروردگارتان را نيز فراهم كرده باشيد، و مبادا در جايى كه دشمنان خدا
بشنوند (آنان را دشنام گوييد تا
در نتيجه نيز از روى دشمنى و نادانى خدا را دشنام دهند)
[156]، و شايسته است كه شما حد دشنام دادن آن‏ها را نسبت
به خدا بدانيد كه چگونه است، به راستى هر كه به دوستان خدا دشنام گويد، خدا را
مورد دشنام قرار داده، و چه
شخصى ستمكارتر از آن كسى است كه وسيله دشنام دادن به خدا و اولياء او را فراهم
سازد، آهسته، آهسته (يعنى تا
هنگام ظهور دولت حق به آرامى رفتار كنيد) و از فرمان خدا پيروى كنيد و نيرو و
جنبشى نيست جز به خدا. ّ

[14] پيروى از سنّت‏هاى نيك

و نيز فرمود: اى
گروهى كه خدا نگهبان كارشان هست، بر شما باد به آثار رسول خدا
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم و سنت او و آثار پيشوايان
راهنما از خاندان رسول خدا
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم پس از او، بر (پيروى از) سنت ايشان، كه هر كه بدانها گرويد
هدايت يافت و هركه آن
را واگذارد و از آن كناره گرفت گمراه شد، زيرا آنانند كسانى كه خداوند به
فرمانبردارى و دوستى آن‏ها دستور فرموده، و
پدر بزرگوار ما رسول خدا
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمفرمود: مداومت بر عمل در پيروى از آثار و سنتها [اگر چه اندك باشد] بهتر مورد
رضايت خداست و سودمندتر است نزد او، براى عاقبت كار از اجتهاد كردن در بدعت‏ها و
پيروى كردن از هواهاى
نفسانى، آگاه باشيد كه به طور مسلم پيروى كردن از هواهاى نفسانى و متابعت كردن
بدعت‏ها بدون راهنمايى خدا
گمراهى است، و هر گمراهى بدعت است، و هر بدعتى در دوزخ است، و كسى هرگز به خيرى از
جانب خدا نرسد،
جز به وسيله پيروى از خدا و بردبارى و خوشنود بودن، زيرا بردبارى و خوشنودى قسمتى
از پيروى كردن خدا است.

[15] رضا به قضاى الهى

و اين را هم
بدانيد كه ايمان نمى‏آورد بنده‏اى از بندگان خدا، مگر اينكه راضى باشد از خداوند،
درباره آنچه خدا نسبت
به او انجام داده و با او كرده است، چه مورد پسند او باشد و چه نباشد، زيرا خداوند
هرگز نسبت به كسى كه بردبار و
خوشنود از او باشد، جز آنچه را صلاح و شايسته او باشد انجام ندهد، و همان كه خدا
انجام داده براى او بهتر است، از

آنچه مورد پسند خود او باشد يا آن را خوش نداشته باشد.

[16] مواظبت بر نمازها

و بر شما باد كه
بر نمازها مواظبت داشته باشيد و به خصوص نماز ميانه (نماز ظهر يا عصر)
[157] و براى خدا با فروتنى به
پاى خيزيد، چنانچه خداوند در قرآنش شما و مؤمنان قبل از شما را به رعايت آن دستور
فرموده است.

[17] دستگيرى از مستمندان

و بر شما باد به
دوستى با مستمندان از مسلمين، زيرا هر كس آنان را خوار شمارد و بر آن‏ها بزرگى
كند، از دين خدا
لغزيده و خداوند او را خوار گرداند و به سختى بر او خشم كند، با اين كه پدر ما
رسول خدا
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمفرمود: پروردگارم، مرا
مأمور كرده كه مستمندان مسلمين را دوست داشته باشم، و بدانيد مسلماً هركه خوار
شمارد يكى از مسلمانان را،
خداوند چنان خشم خود و خوارى را بر او فرو ريزد كه مردم به شديدترين وجه بر او خشم
كنند و خشم خدا بر او
سخت‏تر از خشم مردم است، پس از خدا درباره برادران مسلمان مستمندتان بترسيد، زيرا
آنان بر شما حقى دارند كه
آنان را دوست بداريد، چنانچه خداوند پيغمبر خود
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم را مأمور به دوستى آنان كرده، پس هر كه دوست ندارد كسى
را كه خدا دستور دوست داشتنش را داده و خدا به مهرورزى با آن امر كرده، خدا و
پيامبرش را نافرمانى كرده و هركه از
دستورات خدا و رسولش سرپيچى كند و در آن حال بميرد، به حال گمراهى و نوميدى مرده
است.

[18] دورى از تكبر

از بزرگ منشى و
كبر دورى كنيد، چون كه بزرگى برازنده خداى عزوجل مى‏باشد و هركه در اين باره با
خدا به ستيزه
برخيزد، خداوند (شخصيت) او را درهم بشكند و در روز واپسين خوارش سازد.

[19] دورى از ستم به ديگران

مبادا به همديگر
ستم كنيد، زيرا ستمگرى خوى مردمان شايسته نيست و مسلماً هركه ستم كند، خداوند ستمش
را بر
خود او برگرداند و يارى خدا نصيب ستمديده گردد و هركه را خدا يارى كند چيره گردد و
از جانب خدا به پيروزى
رسد.

[20] دورى از حسد

و مبادا بر يكديگر
رشگ بريد، زيرا ريشه كفر رشگ ورزى است.

[21] دورى از ظلم



و مبادا به زيان
مسلمان ستم رسيده‏اى هم دست شويد، تا سبب شود كه آن ستم رسيده به شما نفرين كند و
دعايش به
اجابت رسد، كه همانا پدر ما رسول خدا
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم  مى‏فرمود: نفرين
مسلمان ستم رسيده به اجابت خواهد رسيد.

[22] كمك به همديگر

و (شما به جاى اين
كار) به يكديگر كمك كنيد، زيرا پدر ما رسول خدا
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلممى‏فرمود: كمك كردن به مسلمان، بهتر و
پاداشش بزرگتر بيشتر است از روزه و اعتكاف يك ماه در مسجد الحرام.

[23

نوشته های مشابه

ثبت دیدگاه

دیدگاهها بسته است.